القائمة الرئيسية

الصفحات

تحضير درس في مادة اللغة العربية - نص فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة للكاتب أحمد المديني - ثانية باك علوم إنسانية | secondaire


تحضير درس في مادة اللغة العربية - نص فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة للكاتب أحمد المديني - ثانية باك علوم إنسانية | secondaire


مكون النصوص:


فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة: 



تقديم:

عرف الأدب العربي القديم أشكال نثرية متعددة من مقامة وخطابة وحكاية عجائبية، وبعد الانفتاح على الحضارة الغربية دخلت أشكال نثرية جديدة الى الساحة الأدبية العربية، وأبرز هذه الأشكال فن القصة القصيرة الذي انتشر في العالم العربي بفعل تطور الطباعة والصحافة والتأثر بأعمال الكتاب الغربيين.

ولا يستوي هذا الفن الجديد إلا بمقومات أساسية هي: الحدث والشخصيات والزمان والمكان والحبكة... ويتميز بعدة خصائص كقلة الكم ووحدة أي التكتيف والإيجاز.

وقد أسهم عدة رواد في تطوير هذا الفن الجديد من بينهم محمود تيمور، مبارك ربيع، زكرياء تامر، يوسف ادريس، محمد زفزاف، أحمد بوزفور...

وقد رافقت ظهور هذا الفن مجموعة من الكتابات النقدية التي حاولت التعريف به ورصد خصائصه ومراحل تطوره. ومن بين النقاد الذين اهتموا بدراسة هذا الفن صاحب النص أحمد المديني.

فما هي القضية التي يعالجها النص؟

وما هي الأساليب والطريقة المعتمدة في عرضها؟



أنشطة الملاحظة:


النص الذي بين أيدينا عبارة عن نص نقدي بعنوان "فن القصة القصيرة بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة" ويضم عبارتين متعارضتين "المقاييس لكلاسيكية" و "التقنية الحديثة"، فالأولى تدل على المعايير القديمة التي كانت يخضع لها فن القصة والثانية تحيل على التقنيات والمعايير الجديدة التي أصبحت تعتمد في مجال السرد القصصي.

وانطلاقا من العنوان الرئيسي والعناوين الفرعية التي تضمنها النص نفترض أنه سيتحدث على عن مراحل تطور فن القصة مميزا بين المقاييس الكلاسيكية والتقنيات الحديثة.



أنشطة الفهم:


القضية التي يعالجها النص:


يتحدث النص عن نشأة فن القصة القصيرة والمراحل التي مر منها مميزا بين المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة.

حيث استهل بتتبع التطور الذي عرفه فن القصة القصيرة الذي ظهر بداية القرن 19م وانتشر بشكل كبير أواخر هذا القرن.

ثم انتقل الى إبراز المقاييس الكلاسيكية والتي ركز فيها على الخبر وعلى عناصر القصة التي حددها في الشخصية والمعنى ولحظة التنوير ونسيج القصة الى جانب المعالم الأساسية لاكتمال هذا الفن الأدبي والتي أدرجها محمود تيمور في كتابه.

لينتقل بعد ذلك الى الحديث عن مفهوم التقنية القصصية الحديثة الذي يقصد به التغيير والتجديد الذي من أسلوب القصة القصيرة وبناءها وطرق أدائها، ومن أهم خصائص هذه التقنية الحديثة تحطيم الوحدات الثلاثة البداية والوسط والنهاية وإلغاء الحكاية وتوظيف لغة شعرية وعدم احترام التسلسل الزمني للأحداث.

ثم ختم الناقد بذكر أهم رواد هذه الكتابات القصصية الحديثة.



أنشطة التحليل:


الحقول الدلالية:


يتوزع معجم هذا النص الى حقلين دلالين هما:

- حقل المقاييس الكلاسيكية: تروي الخبر، الشخصية، المعنى، لحظة التنوير، نسيج القصة... .

- حقل التقنية القصصية الحديثة: التغير، التجديد، تحطيم الأقانيم الثلاث، إلغاء الحكاية، اللغة الشعرية... .

وتربط بين هاذين الحقلين علاقة تضاد، فالتقنية القصصية الحديثة تجاوزت المقاييس الكلاسيكية التي كانت تخضع لها القصة القصيرة.


البينة المفاهيمية:


كما وظف الكاتب مجموعة من المصطلحات والمفاهيم النقدية التي ترتبط بفن القصة منها:

الحدث، الشخصية، لحظة التنوير، الوحدات الثلاث بداية وسط نهاية، نسيج القصة، الوصف، السرد، الحوار، المقاييس الكلاسيكية، التقنية القصصية الحديثة.

كما اعتمد الناقد المنهج الاستنباطي في عرض أفكاره، حيث انتقل من العام الى الخاص، إذ بدأ بالحديث عن نشأة فن القصة، ثم انتقل لذكر خصائص هذا الفن من حيث المقاييس الكلاسيكية والتقنية الحديثة، وختم بعرض رواد هذا الفن القصصي.


الأساليب الحجاجية:


كما استعان الكاتب بمجموعة من الأساليب الحجاجية قصد تفسير وتدعيم أفكاره منها:

أسلوب التعريف: "يستفاد من مفهوم التقنية القصصية الحديثة التغير الذي طرأ على البناء القصصي...".

أسلوب الشرح والتفسير: "وتعني بالمضمون هنا الى جانب محتوى العمل الأدبي التغير الذي يطرأ على البنيان الاجتماعية".

أسلوب المثال: "وعند الكتاب العرض من الشباب أمثال هاني الراهب، مجيد طوبيا، الطيب صالح".

أسلوب الاستشهاد: استشهاد بفقرة من كتاب "دراسان فن القصة والمسرح" لمحمود دتيمور.


مظاهر الاتساق:


ويتسم هذا النص باتساق جمله وفقراته. فعلى المستوى التركيبي تحقق الاتساق عن طريق الوصل بتوظيف حرف العطف الواو "وهذه ترى" وحرف العطف الفاء "فلكي تكون" وكذلك أو "أو الفاعل"، وحروف التفسير والتعليل "أي البداية والوسط والنهاية" والأسماء الموصولة "الذي مس الأسلوب".

 وعلى المستوى الدلالي تحقق الاتساق عن طريق الإحالة بنوعيها: الإحالة القبلية "لحظة التنوير هي التي تحلو"، والإحالة البعدية "هذه الخصائص".

أما معجميا فقد تحقق الاتساق عن طريق عدة وسائل وأساليب منها التكرار بتكرار مجموعة من الألفاظ والعبارات "القصة، التقنية الحديثة، الحدث، المعنى، لحظة التنوير..."، والتضاد (حديثة ≠ كلاسيكية / تلميح ≠ تصريح...) إضافة الى علاقة الجزء بالكل "أصناف القصة القصيرة منذ أوائل القرن الماضي فناله أصوله ... الذي تميزه عن بقية الفنون الأدبية".


مظاهر الانسجام في النص:


كما تحققت شروط الانسجام عن طريق مجموعة من المبادئ هي:

السياق: وذلك باستحضارنا لنوعية النص والظروف المحيطة بكتابته.

ومبدأ التأويل المحلي من تقييد دلالة ومعاني الألفاظ والجمل بسياق النص، والابتعاد عن التأويلات البعيدة وخارجة عن السياق.

إضافة الى مبدأ التشابه باستحضارنا لبعض النماذج التي تتشابه مع هذا النص.

ثم في الأخير المعرفة الخلفية أي الاستفادة من المكتسبات المعرفية والخبرات والمهارات المكتسبة.


لغة النص:


أما من حيث اللغة والأسلوب فقد وظف الكاتب لغة تقريرية واضحة ومباشرة خالية من المجاز والإيحاء قصد إيصال الفكرة الى القارئ.

كما نلاحظ هيمنة الأسلوب الخبري لأن الكاتب بصدد الاخبار عن خصائص فن القصة القصيرة والمراحل التي مرّ منها.



تركيب:


نخلص في نهاية دراستنا لهذا النص الى كونه نص نظريا نقديا درس فيه الناقد مقومات فن القصة القصيرة بين المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الحديثة مبرزا أهم التطورات والتغيرات التي عرفها.

وقد جسد هذا النص مقومات النص النقدي من خلال اعتماد لغة نقدية أكاديمية، وذلك بتوظيف حقلين مناسبين لموضوع النص حقل المعايير الكلاسيكية وحقل التقنية من العام الى الخاص مستعينا بأساليب حجاجية دعمت موقفه وشرحت أفكاره.



تعليقات