مكون النصوص:
يا غاية الظرفاء والأدباء:
تقديم:
عرف الشعر العربي تحولات ثقافية وفنية في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري لعدة عوامل نذكر منها: انتشار اللغة العربية وتوسع رقعة الدولة العربية، مما أدى بها الى التلاقح الحضاري بين مجموعة من الأمم والثقافات المجاورة (الفارسية، الهندية، اليونانية)، وازدهار تجربة الترجمة وتشجيع البحث والكتابة والعلم في مختلف مجالات الابداع واستقطاب المدن للعلماء والأدباء بمختلف مشاريعهم الفكرية والابداعية. وكانت النتيجة أن ازدهر النشاط الأدبي والفكري عامة والشعر خاصة. حيث ظهرت موضوعات التواصل بالعمران وظهور الشعر التحليلي والاستفادة من علوم العصر كالمنطق والفلسفة. وفي خضم هذا الثراء ظهر تياران:
تيار الطبيعة: يميل الى البساطة والوضوح والعفوية في التعبير كأبي العتاهية والبحتري وابن الرومي.
تيار التصنع: يتكلف ويتصنع في التعبير، يعتمد على الزخرفة اللفظية والتنميق والإيغال في التشابيه والاستعارات والتعقيدات الفكرية والمعنوية كأبي تمام ومسلم بن الوليد.
التعريف بالإبداع:
(188 - 231 هـ) الحبيب بن أوس الطائي الملقب بأبي تمام من أسرة فقيرة، ولع بالشعر وقرضه قربه أمير بغداد المعتصم فمدحه وعظم من شأنه وقدره.
دراسة العنوان:
العنوان جملة اسمية إنشائية طللية تدل على مدح الشاعر لأعيان وكبار السلطة في العصر العباسي وما يتصفون به من خصال وأوصاف حميدة.
الوحدات الفكرية:
1: افتتاح القصيدة بطلع غزلي.
2 - 5: وصف الشاعر لمظاهر الطبيعة وتحولاتها.
6 - 11: ذكر الشاعر لبعض مواصفات الخمرة: اللون، الشكل، الرائحة واللون.
12 - 18: مدح الشاعر لأعيان الدولة العباسية وذكر مكارمهم وأفضالهم.
الفكرة المحورية:
تغزل الشاعر بالأحبة ووصفه لطبيعة والخمرة ثم مدحه لكبار رجال الدولة العباسية.
البنية الإيقاعية:
أ. الإيقاع الخارجي:
لا تسقيني ماء الملام فإنني ××× صب قد استعذبت ماء بكائي
/0/0//0/0/0//0///0//0 ××× /0/0//0/0/0//0///0/0
متفاعلن/متفاعلن/متفاعلن ××× متفاعلن/متفاعلن/متفاعي
- الوزن: بحر الكامل.
اختار الشاعر وزن الكامل باعتباره إيقاعا طويلا نسبيا قادر على التعبير عن ما تتصف به الشخصيات الممدوحة من كثرت الفصائل والصفات الحميدة.
- الروي: الهمزة.
- القافية: [ فاعي /0/0 ] متواترة مطلقة.
- التصريع: تشابه الضرب والعروضة لفظا وإيقاعا ( فإنني - بكائي).
ب. الإيقاع الداخلي:
- تكرار الحروف: الميم، الهمزة، الفاء، الدال، الياء... .
- تكرار الكلمات: الأدباء، الظرفاء، الماء، الأدب... .
- تكرار الجمل: يا غاية الظرفاء والأدباء.
- صيغ معجمية: فعلاء (أدباء - شعراء...).
- الجناس: بهجتها / بهجة، آداب / أدب... .
- الطباق: السراء ≠ الضراء.
البناء التركيبي:
لصياغة مضامين القصيدة وظف الشاعر جمل اسمية نظرا لثبوتها واستقرارها وذلك لإثبات صفات المدح الإيجابية للممدوحين (بيت 2، 7، 8، 4، 9، 16...). ومن الناحية البلاغية فقد استعمل الشاعر جملا خبرية لإبلاغنا بما تتصف به شخصيات الديوان العباسي من خصال وأخلاق حميدة (بيت 2، 3، 10، 11، 13...).
المستوى البلاغي (عناصر الصورة الشعرية):
المشبه | المشبه به | الأداة | وجه الشبه | نوع الشبه |
---|---|---|---|---|
بهجتها وبهجة كأسها (الخمرة) | نار ونور | كأن | محذوف | مرسل / مجمل |
المستعار | المستعار منه | القرينة | نوعها |
---|---|---|---|
عنبية ذهبية (الخمرة) | الانسان (محذوف) | سكبت لها المعاني الشعراء (لفظية) | مكنية |
- الكناية (البيت 16):
بخلائق أسكنتها خلد الندى كناية عن كون الممدوحين أصناف من الناس معروفين بالجود والكرم ويدفعون البلاء والبأس عنهم.
قراءة تركيبية:
قصيدة يا غاية الظرفاء والأدباء لأبي تمام بنموذج شعري عمودي من المدح يمثل العصر العباسي بكل مظاهره الثقافية والفنية خاصة وأن الشاعر حامل للواء الصنعة في الأدب العربي. وقد حاول إقناعنا بما تتصف به شخصيات الدول العباسية من أوصاف وأنماط لسلوك حميدة كالأدب والثقافة والجود والكرم وقد ساعده في تبليغ هذه المعاني توظيفه لجمل اسمية وخبرية فضلا عن معجمي اللغة يعكس العصر وما جد فيه من موضوعات كوصف الطبيعة والخمرة.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا