تحليل النصوص:
عتبت الدهر:
مرحلة الفهم:
التعريف بصاحب النص:
عنترة بن شداد العباسي ولد سنة 525م من أم حبشية من الإيماء (نسب من العبودية) وهذا له علاقة بالاحتضار والمعاناة من المجتمع الجاهلي. رفض العم تزويجه ابنته عبلة.
هذه الظروف أذلت روح البطولة في نفسيته خاصة بعد الفوز في معركة داحس والعبراء.
دراسة العنوان:
العنوان جملة فعلية (فعل وفاعل ومفعول به) وهي مجازية لأننا لا نلوم الدهر وإنما نلوم الإنسان الذي يعيش في هذه اللحظة الزمنية ومن خلال قراءة الأبيات الأولى أن الأبيات سيستغني عن معاناته الذاتية وافتخاره ببطولته وقوته.
الوحدات الدلالية:
& (1 - 4): شعور الشاعر بأزمة نفسية ناجمة من حبه لعبلة وعن احتقاره ولومه للزمن والمجتمع.
& (5 - 7): تعداد الشاعر من كثرة الجيوش والعدة والتهويل من مقام العدو.
& (8 - 16): افتخار الشاعر بقوته وشجاعته وإبراز مقدرة بطوليته أثناء مواجهة الأعداء.
=> الفكرة العامة:
احتقار المجتمع الشاعر وهجرة الأحبة أسباب موضوعية لإبراز شجاعة الشاعر وقدراته الذاتية.
مرحلة التحليل:
الحقول الدلالية:
القصيدة يتوزعها ثلاثة حقول معجمية دلالية وهي:
× حقل دال على الحب: ولولا حب عبلة، فؤادي، الهجر، الوصال، الصدق.
× حقل دال على الشجاعة: بجيش، داسوا أرضنا بمضمرات، قحمت الجيش، قتالا، سيف، بطل، الفوارس، ملئت رجالا.
× حقل دال على الاحتقار والذل: يذل مثلي، عانيت، غير عبد، رعيت لهم جمالا.
يظهر من خلال هذه الحقول هيمنة حقل الشجاعة بامتياز ومرد ذلك إبراز القدرات الذاتية التي يمتلكها عنترة بن شداد ومن خلال أعيد له الاعتبار والقيمة النفسية لذلك فالعلاقة بين الحقول هي علاقة ترابط وتكامل.
المستوى الإيقاعي:
& الإيقاع الداخلي:
<-> التكرار:
- الحروف: اللام، القاف، الكاف، ألف المد...
- الكلمات: جيش، رجال، قيل وقال.
- الصيغ المعجمية: صدمت، أخذت، خلصت، وجدت.
<-> الجناس:
- الجناس: كلمتان متشابهتان في اللفظ واختلافهما في المعنى.
- جناس الاشتقاق: كلمتان متشابهتان في اللفظ ولهما نفس المعنى. اشتعل/اشتعال، رجل/ رجال.
<-> الطباق:
كلمة وضدها في نفس سياق الكلام:
يمناه # شمالا، خلصت # أبقيت، الهجر # الوصال.
بناء الجمل:
اتكأ عنترة بن شداد من الناحية التركيبية على جمل فعلية دالة على الحركية والاستمرارية وهذا ما يوافق طبيعته الشعورية ألا متوازنة خاصة وأنه عان الميز العنصري والخضوع للتقاليد الاجتماعية بالية ومن أمثلة ذلك في القصيدة قول الشاعر (عتبت الدهر، صدمت الجيش، تدوس على الفوارس، خلصت العضالة...) أما من حيث البلاغة فالقصيدة هيمن فيها الجمل الخبرية بامتياز وذلك بإخبار المتلقي بالتجربة الذاتية التي مر من خلالها الشاعر عانة فيها قساوة الظروف الاجتماعية وتبيعات تقاليد المجتمع الجاهلي (أعقبني الوصالا، أنا الرجل الذي، وقد عانيت، بطعن تعرض الأبطال...).
الصور الشعرية:
× المجاز:
- عتبت الدهر.
- لي عزم أقد به الجبالا.
× الاستعارة:
- المستعار منه: الدهر.
- المستعار له: الشاعر.
- القرينة: قرينة لفظية.
- نوع الاستعارة: مكنية.
× التشبيه:
- المشبه: العزم.
- المشبه به: آلة حادة.
- الأداة: محذوفة.
- وجه الشبه: محذوف.
- نوعه: بليغ.
× الكناية:
- ملئت الأرض = كناية عن كثرة الجيوش.
- أقد به الجبال = كناية عن قوة الشاعر وشجامته.
لغة النص وأسلوبها:
يمتح الشاعر لغته من الطابع البدوي الجاهلي وهذا أمر طبيعي لأن الشاعر ابن بيئته وصار يأخذ من المجتمع الجاهلي صوره الشعرية وألفاظه اللغوية وما تحتويه من فصاحة وقوة ومن عفوية وبساطة، زمن أمثلة ذلك: الهجر، الوصال، أقد، مضمرات، السمر، الأعنة، المهر، العضالة... .
قراءة تركيبية:
القصيدة قيد الدرس والتحليل نموذج شعري للتعبير عن الذات وهو نص شعري عمودي قائم على نظام الشطرين وعلى قافية مطلقة وروي موحد عالج من خلالها الشاعر قضية تتعلق بالميز العنصري والتشبث بالموروثات الجاهلية المتعفنة. ولتقريب مضامين القصيدة الى الأذهان وظف الشاعر حقول معجمية مترابطة ومتنوعة بين الصبر والحب والفروسية. كان ذلك كله عبر لغة متينة وقوية وأسلوب رصين وصور تشبيهية مادية محسوسة. أرى أن هذا النص جاء وفيا لبناء تقليد للقصيدة العمودية الجاهلية مبناً ومعناً.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا