مكون النصوص:
مدخل لدراسة المسرح:
تقديم:
لا يعتبر المسرح فنا جديدا وليد اليوم أو الأمس القريب، وإنما هو فن يضرب بجذوره في التاريخ بدأ مع الفراعنة ثم الاغريق لكنه لم يبلور في الساحة العربية إلا في النصف الثاني من القرن 19م بفعل الانفتاح على الغرب والنشاط الدائم للصحافة واتساع رقعة الترجمة.
وبما أن المسرح فن أدبي كغيره من الفنون فإن له خصائص ومميزات عدة منها الصراع الدرامي إضافة الى الحوار المسرحي الذي يعتبر وسيلة لتواصل الشخصيات فيما بينها والتعبير عنها، وأخيرا الحدث الذي يشخصه الممثل للجمهور بطريقة مباشرة.
وقد لقي هذا الفن الأدبي اقبالا وتجاوبا من كرف مجموعة من المسرحيين والكتاب العرب أمثال توفيق حكيم، عبد الكريم برشيد، محمد مسكين، محمد الكغاط، سعد الله ونوس... .
وقد اهتم بدراسة هذا الفن مجموعة من النقاد والباحثين من بينهم صاحب النص نبيل حجازي.
فما هي القضية الني يعالجها النص؟
وما هي الطريقة والأساليب المعتمدة في عرضها؟
أنشطة الملاحظة:
قراءة في العنوان:
النص عبارة عن مقالة نقدية بعنوان 'مدخل لدراسة المسرح' ويصم ثلاث كلمات:
مدخل وهو من المصطلحات النقدية التي تستخدم عادة في مستهل البحوث العلمية التي تعالج مفاهيم أو ظواهر أدبية أو نقدية وفي العادة يتناول هذا المدخل الجوانب التاريخية والفنية. دراسة تحيل على عملية المعالجة والبحث.
الفرضية:
وانطلاقا من العنوان الرئيسي للنص والعناوين الفرعية نفترض أنه سيتحدث عن المسرح الأرسطي مبرزا أهم خصائصه وعناصره.
أنشطة الفهم:
الأفكار الأساسية:
استهل الناقد هذا النص بالحديث عن المحاكاة لكونها السبب الرئيسي لظهور الفن المسرحي فهي غريزة فطرية تحقق المتعة للإنسان.
كما تحقق المحاكاة مجموعة من الوظائف من بينها معرفة الانسان حقيقة مشاعره وأفكاره والتخفيف من مخاوفه إضافة الى مساعدته على فهم الأحداث والوقائع بين عناصر رئيسية مثل الزوايا الثلاث للمثلث المسرحي وهي الممثل والمتفرج والمكان، وعناصر ثانوية يمكن الاستغناء عنها كاللغة والإضاءة والديكور والمخرج... .
فالممثل هو الشخص الذي يقوم بمحاكاة مجموعة من الأفعال عن طريق فعلها.
والمتفرج هو الشخص الذي سيتقبل تيار الأفعال فيترجمها الى مجموعة من أفكار ومشاعر.
أما المكان فهو المساحة المكانية التي تسمح للمثل والمتفرج بلقاء مباشر يتيح لكل منهما أن يسمع ويرى الآخر.
ويختم الناقد بالإشارة الى أهمية اللغة في المسرح الاغريقي نظرا لسيطرة فنون القول في تلك الفترة، ورغم عدم انكار الناقد لأهمية اللغة إلا أنه يربط قيمتها بمدى تعبيرها عن الشخصية الدرامية.
أنشطة التحليل:
المفاهيم النقدية:
وقد وردت في هذا النص مجموعة من المفاهيم النقدية المرتبطة بفن المسرح كالمحاكاة والعرض المسرحي والممثل والمتفرج والمكان واللغة... .
الطريقة المعتمدة في بناء النص:
كما اعتمد الناقد المنهج الاستنباطي في عرض وبناء أفكار النص من خلال انتقاله من العام الى الخاص.
فبدأ في المقدمة بالحديث عن مفهوم المحاكاة بشكل عام ثم انتقل الى الحديث عن وظائفه وعناصر العرض المسرحي مميزا بين الرئيسية منها والثانوية، ليختم بالإشارة الى قيمة اللغة في العرض المسرحي.
ووظف كذلك مجموعة من الأساليب الحجاجية قصد تفسير وتدعيم أفكاره:
كالتعريف: "الممثل وهو الشخص الذي يقوم بمحاكاة مجموعة الأفعال عن طريق فعلها".
أسلوب المقارنة: "ومما لا شك فيه أن المذنب الذي يحاكي كيفية ارتكابه لجريمة ... لا يدخل ضمن تعريفها لشخصية ودور الممثل حيث إن محاكاة الممثل للفعل تعتمد كما سبق على الحرية والمجانية...".
أسلوب الشرح والتفسير: "بعبارة أخرى هو المساحة المكانية التي تسمح للممثل والمتفرج بلقاء مباشر...".
مظاهر الاتساق في النص:
أما من الناحية التنظيمية فنلاحظ أن هذا النص يتميز باتساق جمله وعناصره تركيبيا ودلاليا ومعجميا. فعلى المستوى التركيبي تحقق الاتساق عن طريق الوصل بتوظيف حروف العطف المختلفة كالواو "وهو الشخص" والفاء "فالمحاكاة فطرية"، وبل "بل انها إضافات" والأسماء الموصولة "الذي يقوم بمحاكاة".
وعلى المستوى الدلالي تحقق الاتساق عن طريق الإحالة بنوعيها فمن أمثلة الإحالة القبلية (الممثل وهو الشخص الذي...) ومن أمثلة الإحالة البعدية (هذه العناصر).
أما على المستوى المعجمي فقد تحقق الاتساق عن طريق التكرار بتكرار الألفاظ والعبارات التالية: المحاكاة، العرض المسرحي، المتفرج...، والتضاد: رئيسية ≠ تكميلية.
وعلاقة الجزء بالكل "خصوصية العرض المسرحي بين باقي الفنون الدرامية والوسائط الثقافية والفنية".
تركيب:
ينطلق هذا النص من أقدم نظرية عرضت فن المسرح وهي نظرية المحاكاة لدى أرسطو، فالناقد يتحدث عن أهمية مفهوم المحاكاة مبرزا وظائفه وذاكرا أهم عناصر العرض المسرحي.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا