تحضير درس في مادة التربية الإسلامية - مدخل التزكية - سورة الكهف ( الجزء الثاني: من الآية 27 الى الآية 44 ) - جذع مشترك | secondaire

 

المجزوءة الأولى: الشعر العربي الحديث

من احياء النموذج الى سؤال الذات:

المدرسة التقليدية: (عمر الدسوقي)

تقديم:

عرف الشعر العربي فترة من الركود والجمود في عصر الانحطاط الذي امتد من سقوط بغداد (القرن السابع هجري) الى حملة نابليون على مصر سنة 1798، حيث لم يستطع الشعر الحفاظ على مستواه الفني الذي عرفه في فترة ازدهاره، إذ تمثلت مظاهر انحطاط الشعر وضعفه في التقليد الضعيف للقدامى واستعمال لغة ركيكة الى جانب الافراط في الصناعة والتكلف وإزاء هذا الوضع المتردي لشعر ظهرت حركة شعرية ضمت مجموعة من الشعراء بزعامة محمود سامي البارودي هي حركة  البعث والإحياء أو إحياء النموذج التي حملت على عانقها مهمة إحياء الشعر وبعته من انحطاطه وذلك من خلال استلهام التقاليد الفنية للقصيدة العربية القديمة من حيث البناء و الموضوع والصور الشعرية والإيقاع. 
ومن العوامل التي ساهمت في ميلاد هذه المدرسة الشعرية :
ظهور والطباعة والصحافة إضافة الى انتشار الترجمة وارسال البعثات الطلابية  الى الخارج . وقد ضمت هذه المدرسة الشعرية مجموعة من الشعراء من بينهم محمود سامي البارودي، احمد شوقي، حافظ إبراهيم، معروف الوصافي، علال الفاسي، لمختار السوسي ...

صاحب النص:

وقد واكب خذا التيار الأدبي خطاب نقدي تتبعه لدراسة وذلك على يد مجموعة من النقاد من بينهم صاحب النص، عمر الدسوقي وهو باحث وناقد مصري حديث، درس مادة الادب بجامعة القاهرة ،وله مؤلفات عديدة تجمع بين الادب والتاريخ والفلسفة.

ملاحظة النص:

دلالة العنوان:

يتكون العنوان من جملة اسمية تضم كلمتين فالمدرسة تعني اتجاه او منهج او تيار فكري او ادبي ولفظة التقليدية تعني القديمة او الكلاسيكية.
ويوحي العنوان المدرسة التقليدية الى ذلك التيار الادبي الذي حاول احياء الشعر العربي من خلال اتباع طريقة كتابة القدماء.

فرضية النص:

انطلاقا من العنوان وبداية النص ونهايته يتضح لنا انه نص نقدي سيتحدث عن ابرز خصائص المرسة الايحائية .

أنشطة الفهم:

مضامين لنص:

_يستهل الناقد النص بالحديث عن دور البارودي في احياء الشعر العربي وانتشاله من الجمود الذي عرفه قبل النهضة العربية.
_لينتقل بعد ذلك لذكر اهم خصائص المدرسة التقليدية والمتمثلة في: مثانة الأسلوب واستخدام القصيدة بشكلها المعروف بالشطرين المتناقضين والقافية والروي الموحدين وجعل البيت وحدة قصيدة بالإضافة الى حفاظها على الأغراض الشعرية  القديمة وخاصة المدح مع محاولة تجديد فيها.
وقد ختم الكاتب النص بالإشارة الى رغبة بعض الشعراء الاحيائيين في الخروج عن التقاليد الفنية السابقة.

أنشطة التحليل:

الحقول الدلالية:

ويتوزع معجم النص الى حقلين دلالين هما:
- حقل شعر عصر الانحطاط: وتدل عليه الالفاظ والعبارات الاتية: ركاكة، ضحالة المعاني، طلاء غث، عصور الضعف ولعجمة ،الزخرف، الحلي...
- حقل شعر عصر النهضة : والذي تدل على العبارات الالفاظ الاتية: متانة الأسلوب، شعرا مصقولا، متينا، قواعد اللغة ،البارودي، احياء ،المدح، الوزن الواحد، الجزالة...
وتجمع بين هاتين الحقلين علاقة تضاد وتنافر فشعر عصر النهضة يتسم بالقوة والجزالة في حين نجد ان شعر الانحطاط يتميز بضعف وركاكة.

الطريقة المعتمدة في بناء وعرض الأفكار:

وقد اعتمد الكاتب الأسلوب الاستقرائي منطلق من الخاص صوب العام، حيث بدأ في المقدمة بالحديث عن دور محمود سامي البارودي في احياء الشعر العربي ثم انتقل الى ذكر الخصائص المميزة لشعر التيار الاحيائي بشكل عام، مؤكدا في الخاتمة على التزام معظم شعرائه بهذه الخصائص وان مال بعضهم الى التجديد.

الأساليب الحجاجية:

كما عزز الناقد أفكاره متوسلا بمجموعة من الأساليب الحجاجية: 
- أسلوب الوصف: "تجد شعرا مصقولا مثينا مشرق الدباجة".
- أسلوب الشرح والتفسير: "لأنه لم يكن ينظر الى المدح نظرتنا له اليوم"، "ولان لاهتمام بالشعب لم يكن قد بلغ غايته".
- أسلوب المثال: "تجد هذا عندما حافظ، وعند عبد المطلب، وعند البكري والجارح، ومحرم والكاشف ونسيم ومن على شاكلتهم".
- أسلوب الاستنتاج: "وبعد، فهذه أهم خصائص تلك المدرسة".

اللغة الموظفة في القصيدة:

=> وقد وظف صاحب النص لغة تقريرية واضحة ومباشرة تخلو من كل اشكال المجاز قصد إيصال الفكرة للقارئ.

تركيب:

إذ فقد حاول الكاتب عمر الدسوقي بلغة تقريرية مباشرة عرض قضية أدبية تتعلق ببعث الشعر واحيائه والعودة به الى عهود القوة والنضارة بالاعتماد على التقليد والمحاكاة ومعارضة النموذج الشعري القديم.
وقد اعتمد بنية منطقية استقرائية حاول فيها تفصيل اهم خصائص التيار الاحيائي وابرز رواده معتمدا على آليات حجاجية كأساليب الوصف والشرح والتفسير والمثال والاستنتاج، ولغة تقريرية واضحة قصد إيصال أفكاره الى المتلقي.