القائمة الرئيسية

الصفحات

تحضير درس في مادة اللغة العربية - نص حداثة النص... حداثة الرؤيا للكاتب علي جعفر العلاق - ثانية باك علوم إنسانية | secondaire

 

تحضير درس في مادة اللغة العربية - نص حداثة النص... حداثة الرؤيا للكاتب علي جعفر العلاق - ثانية باك علوم إنسانية | secondaire

الشعر العربي الحديث:
من إحياء النموذج الى سؤال الذات:


حداثة النص... حداثة الرؤيا:


تقديم:


لم يتوقف خط التطور الذي رسمته حركية الشعر الحديث في تجاوز الشكل والمضمون للمقاييس القديمة، بل استمرت في التعبير والتحول استجابة لتحولات المجتمع وتفاعلاته. فلم تكن حركة تجديد الرؤيا مجمل القيم التي يجب ان تقوم عليها الكتابة الشعرية بل اعتبرت الشعر موقفا من الحياة والوجود، رؤيا جديدة للمستقبل يتفاعل فيها الذاتي مع الإنساني وقد توسل شعراء هذا الخطاب بأدوات وأساليب فنية قائمة على الخلق والابتكار معتمدين في ذلك على توظيف التراث الإنساني توظيفا رمزيا وجماليا، والعودة الى الرموز والأساطير القديمة في مختلف الثقافات.

كما ساهمت عدة عوامل في بروز هذا التيار الجديد من بينها الظروف السياسية التي سادت البلاد العربية إثر نكبة 48 ونكسة 67، والهيمنة الاستعمارية وما طرحته من قضايا وأسئلة، والظروف الاجتماعية المتمثلة في بعض الظواهر السلبية كالتخلف والجهل والفقر إضافة الى انفتاح الشاعر العربي على الإيديولوجيات والثقافات الإنسانية فكان لزاما على الشاعر العربي الحديث تشكيل رؤياه الخاصة والمبادرة الى تجديدها مازجا بين الذاتي والجماعي والحاضر والماضي والمستقبل. وقد مثل هذه الحركة مجموعة من الشعراء أمثال: بدر شاكر السياب، صلاح عبد الصبور، عبد الوهاب البياتي، أحمد عبد المعطي حجازي، خليل الماوي، أدونيس...

وقد واكب هذا التيار الشعري خطاب نقدي تتبعه بالبحث والدراسة على يد مجموعة من النقاد من بينهم صاحب النص علي جعفر العلاق.


طرح الاشكال:


فما هي القضية الأدبية التي يعالجها النص؟

وما هي الطريقة والأساليب المعتمدة في عرضها؟


العنوان والفرضية:


إن العتبات النصية التي تحيط بالنص قيد الدرس خصوصا العنوان تحيل الى انه نص نقدي يتناول قضية أدبية، فهو يتكون من مركبين اسميين "حداثة النص... حداثة الرؤيا". فالناقد يربط حداثة النص الشعري بحداثة الرؤيا.

وانطلاقا من العنوان وبداية النص نفترض أنه سيتحدث عن مفهوم الرؤيا الشعرية وأهم خصائصها.


أنشطة الفهم:


القضية التي يعالجها النص:


بعد قراءتنا للنص يتضح أنه يعالج قضية الرؤيا الشعرية الحديثة مؤكدا ان الحداثة في الشعر تتعدى تكسير البنية الإيقاعية الى تحديث رؤيا الشاعر.


الأفكار الأساسية:


- يشير الناقد في بداية النص الى ان الرؤيا الشعرية هي جوهر التجديد في الشعر العربي الحديث.

- ويرى الناقد في الفقرة الثانية أن الرؤيا الشعرية تستهدف الشاعر لا القصيدة من حيث التجديد على مستوى الذوق والوعي والثقافة...

- ويعتقد صاحب النص ان الرؤيا الشعرية هي التي تشدنا الى شعر السياب وأدونيس والبياتي وغيرهم من الشعراء الحاثيين رغم ما فيه من غموض وتفكك ونثرية ورتابة إيقاعية...

- ثم ينتقل الناقد الى الحديث عن أهم خصائص الرؤيا الشعرية المتمثلة في الشمولية فهي تقارب الواقع من جميع جوانبه.

- وتتبلور الرؤيا الشعرية انطلاقا من عاملين هما عامل المعرفة وعامل المعاناة.

- ويختم الناقد بالإشارة الى الترابط الوثيق بين الرؤيا الشعرية وشكلها التعبيري فلكل شاعر أساطيره ورموزه الخاصة التي تعينه على التعبير عن رؤياه.


أنشطة التحليل:


الحقول الدلالية:


إذا انتقلنا الى دراسة معجم النص نلاحظ أنه يهيمن عليه حقل دلالي واحد هو حقل الرؤيا الشعرية الذي تدل عليه الألفاظ والعبارات التالية: الرؤيا، تجديد الشاعر، قضية التجديد، أدونيس، السياب، الشمول، الخبرة والثقافة، المعرفة، الرموز، أساطير، شخصية والرؤيا الشعرية هي جوهر التجديد للشعر العربي الحديث.


الطريقة المعتمدة في بناء وعرض الأفكار:


كما اعتمد الناقد المنهج الاستنباطي في عرض وبناء أفكار النص، حيث انتقل من العام الى الخاص، فبدأ في المقدمة بالحديث عن أهمية الرؤيا الشعرية الحديثة في تجديد الشعر العربي ثم انتقل الى بيان خصائص هذا المفهوم قبل ان يختم بالإشارة الى اهم الوسائل التعبيرية التي توظف لتعبير عن الرؤيا الشعرية مقدما أمثلة لبعض الشعراء الرؤيويين.


الأساليب الحجاجية:


إضافة لكل ما سبق، نجد أن الكاتب وظف مجموعة من الأساليب الحجاجية لتفسير وتدعيم أفكاره منها:

- أسلوب الشرح والتفسير: "ينبغي لها ان تتسع للعناء العام، أعني عناء الآخرين ومصراتهم"، "أي انها تعنى لتجديد الشاعر".

- أسلوب الاستشهاد: الاستشهاد بقولة لأدونيس من مؤلفه "مقدمة للشعر العربي".

- أسلوب المثال: "لقد نجح السياب وأدونيس والبياتي مثلا في العثور على أساطيرهم الشخصية".


مظاهر الاتساق في النص:


ويتسم هذا النص باتساق عن طريق جمله وعناصره على مستويات التركيبية والدلالية والمعجمية:

فعلى المستوى التركيبي: تحقق الاتساق عن طريق الوصل أن بواسطة حرف العطف الواو "وما يمنحها"، وحرف العطف الفاء "فهي ليست موقفا..."، وحرف الاضراب بل "بل هي سعي دائم..."، والاسم الموصول "الذي يشدنا"، وحرف التعليل أي "أي أنها تعني...".


وعلى المستوى الدلالي: تحقق الاتساق عن طريق الإحالة بنوعيها الإحالة المقامية "وفي اعتقادي" الإحالة المقالية، البعدية في "هذه الرؤيا"، والقبيلة يتمثل في أمر آخر هو الجوهر...".


على المستوى المعجمي: فقد تحقق الاتساق بواسطة التكرار، بتكرار ألفاظ وعبارات "الرؤيا، الشاعر، الحداثة...".



مظاهر الانسجام:


كما تحققت شروط الانسجام في هذا النص من خلال المبادئ التالية:

مبدأ السياق: وذلك باستحضارنا لنوعية النص وصاحبه والظروف المحيطة بكتابته.

ومبدأ التأويل المحلي: ويتجلى من خلال قدرتنا على تأويل ما جاء في النص من أفكار وألفاظ تأويلا صحيحا يراعي سياق النص.

إضافة الى مبدأ التشابه: فهذا النص يشبه مجموعة من النماذج التي سبق التعرف عليها.

وفي الأخير المعرفة الحلقية: التي تتمثل في مكتسباتنا المعرفية وخبراتنا.


لغة النص:


وقد وظف الناقد لغة تقريرية واضحة ومباشرة خالية من المجاز قصد إيصال الفكرة الى القارئ، كما نلاحظ هيمنة الأسلوب الخبري فصاحب النص يخبرنا عن أهم خصائص الرؤيا الشعرية.


تركيب:


إذا فهذا النص النقدي يتحدث عن مفهوم الرؤيا الشعرية بوصفه جوهر التجديد في الشعر العربي الحديث مبرزا أهم خصائصه والوسائل الموظفة في التعبير عنه. وقد اعتمد الناقد في عرض بناء أفكاره التدرج المنهجي مستعينا بالأسلوب الاستنباطي كما وظف مجموعة من الأساليب الحجاجية والروابط التي ضمنت اتساق النص فضلا عن استعماله للغة التقريرية قصد إيصال الفكرة للقارئ.

تعليقات