المؤلفات:
قراءة ثانية لشعرنا القديم:
ملخص العرض الأول:
1- بيوغرافيا المؤلف:
الدكتور مصطفى ناصف من اشهر نقاد العرب في القطر المصري، ازداد سنة 1922 بمحافظة العربية، تلقى تعليمه الجامعي حتى استكماله بدكتوراه الدولة في البلاغة العربية من جامعة (عين شمس) سنة 1952، اهتم بمجال النقد التطبيقي والنظري، فألف فيه دراسات نقدية هامة كانت الى جانب دراسات أخرى سابقة لمؤلفين وباحثين منهم: الدكتور ناصر الدين الأسد، طه حسين، دكتور محمد عبد المنعم الخفاجي، دكتور يحيى الجبوري ودكتور احمد محمد خليل، ومحمد النويهي، دكتور شوقي ضيف...
أما مؤلفاته النقدية الأخرى فنذكر منها:
×النقد العربي نحو نظرية ثانية.
×اللغة بين البلاغة والاسلوبية.
×خصام مع النقد.
×طه حسين وتراث.
×صوت الشاعر القديم.
×اللغة والتفسير والتواصل ...
وحاز على جائزة افضل عمل نقدي بكتابته "المرايا المحدبة"،"المرايا المقعرة".
كان هدفه هو التأصيل والتأسيس لنقد عربي جديد. مع قراءة واعية لتراث الادبي العربي دون الانسياق وراء مفاهيم التجريب الغربية.
2- طبيعة الكتاب:
يستند كتاب "قراءة ثانية لشعرنا القديم" الى المنهج الأنثروبولوجي الذي يبحث عن الثوابت العقلية اللاشعورية للمجتمعات، ويرصد ما هو مشترك في الشاعر والطقوس والعادات والعقائد...، ويضم هذا الكتاب (187صفحة) مقسمة الى ثمانية فصول مع مقدمة من اربع صفحات دون خاتمة ويرجح انها كانت مقالات نشرها الكاتب في منابر ثقافية مختلفة ، ثم جمعت فيما بعد على شكل كتاب.
3- غلاف الكتاب:
يشتمل على لوحة يغلب عليها لون أزرق فاتح، ربما في إشارة رمزية الى لون السماء الصافية وهي دليل على التراث العربي الشاسع والغني والقابل من قبل النقاد والدراسية، والكاتب يطل عليها من هذه النافذة بإطارها الأزرق الغامق يتوسطها العنوان بمكوناته الأربعة (قراءة + ثانية + شعرنا + القديم) وتمتد على الجانب الأيمن من الوسط الى الأسفل عارضة ذهبية اللون تتوسطها نجمة زخرفية أصلية في الفن الإسلامي، واللون الذهبي مرتبط نسبيا بالصحراء التي تشكل موطن العرب.
وعلى الغلاف كذلك اسم الكاتب أعلى يمين الغلاف واسم دار النشر أسفل اليسار، أما جهة الظهر منه فتشغل الجانب الأيمن منه فقرة مقتطفة من مقدمة الكتاب الى جانب رمز واسم دار النشر.
4- عنوان المؤلف:
يشتغل على جملة اسمية في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره هذه، وهو مكون من أربع مفردات: الأولى اسم مرفوع، والثانية نعت له، والثالثة جار ومجرور وهو مضاف، والرابعة نعت تابع لها.
فالقراءة دليل على منهج استقرائي وشمولي لهذا الموروث الثقافي، والثانية تشير الى قراءة أولى سابقة أنجزها كُتّاب ودارسون سابقون لكنها تندرج ضمن منهج واحد، فجاءت قراءة الدكتور مصطفى ناصف لتشكل منهجا ثانيا، أما كلمة شعرنا فهي تحيل على هذا المفهوم النقدي الذي عرَّفه النقاد بأنه "كل كلام مخيل موزون مقفى ذال على معنى" وهو ديوان العرب كما هو معروف لاشتماله على أخبارهم وأحوالهم وتاريخهم بدقة وتفصيل وجاء اللفظ الرابع لكي يشير الى الفترة الزمنية التي تناولتها هذه القراءة وعرف فيها هذا الشعر، فهي فترة العصر الجاهلي أي قرنان تقريبا قبل الإسلام.
5- القضايا النقدية في الكتاب:
اعتمد الدكتور مصطفى ناصف على فرضية استمدها من عميد الأدب العربي الجاهلي الى العرب ومحاولة الإجابة عن أسئلة جوهرية في الموضوع، وهذا المنهج كان موجودا من قبل عند الفيلسوف الإسلامي أبي حامد الغزالي ثم عند الفيلسوف الفرنسي ديكارت.
فالمنطلقات عند مصطفى ناصف هي الاستكشاف للتراث الشعري العربي واستقراؤه ثم استنباط الأحكام من الفرضيات التي تمت البرهنة عليها.
عرض حول المحور الأول من مؤلف الدكتور مصطفى ناصف "الإحساس بالتراث":
يُقصد بالأدب العربي القديم في نظر الدكتور مصطفى ناصف أدب مرحلة الجاهلية، وهو أدب متميز بصفائه ونقائه لكونه بقي بعيداً عن المؤثرات الأجنبية سواء كانت فارسية أو يونانية. وقد وصل إلينا هذا الأدب ناضجا مكتملا وثابتا في أصوله الفنية التي صارت في ما بعد قواعد عامة للكتابة الشعرية خاصة بعد نزول القرآن الكريم بلغة أدبية رائعة. وقد عمل القرآن الكريم على تهذيب لغة الشعر الجاهلي وصقلها وتطعيم بنيتها بألفاظ دينية وروحية أو حارب النقاد القدماء من كان يريد السرد على بنية الشعر الجاهلية التي صارت معيارا للاحتذاء والتقليد في مجموعة من قواعدها الدلالية والفنية، وشكل هذا العمود الشعري الحقيقي لكل شعر عربي على غرار القرآن الكرين والسنة النبوية اللذان مثلى مصدر التشريع الإسلامي.
تطور الشعر القديم بربط الماضي بالحاضر ومقارنة القيم القديمة والجديدة واعتبر الشعر الجاهلي مصدرا للشعر العربي عامة، ودرعا واقيا أمام التيارات الثقافية والحضارية التي هبت على الفكر العربي في فترة التلاقح الحضاري والانفتاح الإسلامي على الثقافات الأخرى ضمن حركية المثاقفة والاحتكاك الثقافي.
في الفترة المعاصرة جاعت مدرسة الديوان لتقصي الماضي الشعري والابداع التراثي لأن الأدب القديم صار في منظورها عاجزا عن العطاء والتجديد، فعاد زعماء هذه المدرسة الى التراق الشعر القديم لنقده وغربلته وكان الهَمُّ هو البحث عن القمم الفردية في الشعر العربي التي تغنت بالحرية الذاتية، على غرار امرؤ القيس، ابن الرومي وغيرهم واستبعد كل شاعر يلتزم بالقبيلة والتغني بالعصبية القبلية. مما يعني أن الناقد القدامى اهتموا بالشعر بدلا من الشاعر، وهذا ما تؤمن به مدرسة الديوان، أما أستاذ مصطفى ناصف فيعتقد أمام هذا التيار أن: "الأستاذ العقاد لم يستطع أن يشعر بأن الأدب العربي فيه الكثير من أهوائه التي تتركز في عبادة الإنسان وعبادة حياته، فهو مشغول بهذه النزعة وكل أقوامه في دنيا الأدب والنقد إنما أراد بها أن يحيي فكرة الانسان الباحث عن التجربة... وقد لقف باحثون آخرون هذا التيار وبحثوا عن أصدقائه في مجالات أخرى غير الشعر العربي".
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا