المجزوءة الأولى:الشعر العربي الحديث:من احياء النموذج الى سؤال الذات:
بنية القصيدة الحداثية:
تقديم:
إذا كان التيار الذاتي قد أغرق في الذاتية وهمش الواقع فإن تيار تكسير البنية قد أعطى أهمية للواقع، وقد ظهر هذا مع النكبة الفلسطينية سنة 1948 إذ كان العالم العربي يعيش أوضاعا مزرية نتيجة للاستعمار ومخلفاته، فكانت هذه الظروف أشد وقعا على الشاعر الحداثي الذي تمتلكه الرغبة في التجديد واختلاف نمط شعري جديد يلائم الظروف الاجتماعية الجديدة بعيدا عن كل القيود.
فكان التجديد قويا على الفهم، فخلخل مبادئ القصيدة التقليدية شكلا ومضمونا وتعبيرا، مستفيدا من النماذج الشعرية الغربية كشعر "إليوت".
وقد ظهرت أولى قصائد هذا التيار مع الشاعرين العراقيين نازك الملائكة وبدر شاكر السباب، وبعدهم صلاح عبد الصبور وعبد الوهاب البياتي وأمل دنقل ومحمود درويش.
وقد واكب هذا التيار الشعري خطاب نقدي تنظيري تتبعه بالدراسة وبذلك على يد مجموعة من النقاد من بينهم صاحب النص إبراهيم خليل.
صاحب النص:
إبراهيم خليل: هو ناقد وكاتب أردني يشتغل أستاذا محاضرا بالجامعة الأردنية، له مجموعة من الاعمال والدراسات المنشورة في مختلف المجالات والأدب والفنون الإنسانية.
أنشطة الملاحظة:
دلالة العنوان:
جاءت القصيدة بعنوان "بنية القصيدة الحداثية" وهو عبارة عن جملة اسمية تضم مكونين:
بنية وهي الشكل أو الهيئة أو الهيكل، القصيدة الحداثية المقصود بها الشعر الذي ظهر على بعد نكبة 48 وتمرد على التقاليد الفنية للقصيدة القديمة.
فرضية النص:
انطلاقا من العنوان "بنية القصيدة الحداثية" وبداية النص فإنه سيتحدث عن الخصائص الشكلية للقصيدة الحداثية.
الأفكار الأساسية:
- اهتم دارسوا الحادثون القصيدة الحداثية بالشكل أكثر من المحتوى لأن الحداثة شكلية فنية.
- حرص الدارسين لشعر الحديثة على تجنب الأداء الخطابي لأنه يقلل من وهج الشعرية، ويجعل القصيدة أقرب الى النثر.
- اعتماد القصيدة الحداثية على نسق وزني جديد احتفظ بالتفعيلة كأساس، متجاوز البحر العروضي الى القالب الوزني الثابت والصارم.
- اعتماد موسيقى القصيدة الحداثية على مستويين أحدهما خارجي والآخر داخلي.
- ميل الشعراء الحداثيين الى الألفاظ المألوفة متحررين بذلك من سلطة المعجم القديم.
- لجوء الشعراء الحداثيين الى توظيف الانزياح التركيبي والأسلوبي مما أضفى غموضا على شعرهم.
- مقارنة الناقد بين القصيدة التقليدية التي تتسم بوحدة البيت واستقلاليته، وبين القصيدة الحداثية التي تعتمد على الوحدة العضوية أو الموضوعية.
أنشطة التحليل:
الحقول الدلالية:
يتوزع معجم النص الى حقلين دلالين هما:
× حقل الشعر الحداثي: ويضم الألفاظ والعبارات التالية: السطر غير مغلق، التفعيلة، الدفقة الشعورية، الحداثة، نازك الملائكة، الوحدة العضوية، القصيدة الحداثية.
× حقل الشعر التقليدي: البحر العروضي، بناء العروضي، القصيدة القديمة، الغريب من اللفظ، الجزل والمئين والفصيح...
وتربط هاذين الحقلين علاقة تضاد تجاوز، لأن الشعر الحديث شكل ثورة على التقاليد الفنية للقصيدة القديمة.
البنية المفاهيمية:
وقد وظف الناقد مجموعة من المفاهيم النقدية المستوحاة من النقد الغربي، مثل: السطر الشعري، التفعيلة، الانزياح، الوحدة العضوية، الدفقة، الشعورية، القصيدة الحداثية...
الطريقة المعتمدة في بناء عرض الأفكار:
اعتمد الكاتب التدرج المنهجي في عرض أفكاره حيث انتقل من العام الى الخاص حيث بدأ بالإشارة الى أن الحداثة شكلية أكثر منها فنية ثم انتقل الى استعراض خصائص القصيدة الحداثية الشكلية والفنية من الإيقاع واللغة والأساليب التعبير وانتهى بالحديث عن خاصية من خصائص من خصائص القصيدة الحداثية فهي خاصية الوحدة العضوية، إذا فقد وظف الناقد المنهج الاستنباطي وقد عزز الكاتب أفكاره بمجموعة من الأساليب الحجاجية.
الأساليب الحجاجية:
- أسلوب التعريف: "الانزياح الأسلوبي وهو ضرب من الخروج على المألوف".
- أسلوب المقارنة: "فإذا قارنا بين هذه القصيدة يا ليل وقصيدة الكوليرا لنازك الملائكة...".
- أسلوب الشرح والتفسير: "ومعنى ذلك أن كل بيت يستقل عن غيره بمعناه"، "تعتمد موسيقى القصيدة الحداثية على مستويين أحدهما خارجي يحدده الوزن وتحدده القوافي".
- أسلوب الاستنتاج: "إذا فإن حداثة القصيدة...".
- أسلوب الاستشهاد: "الاستشهاد بقصيدة الكوليرا".
لغة القصيدة:
وظف الناقد لغة تقريرية واضحة ومباشرة خالية من المجاز والانزياح قصد الايصال الفكرة الى القارئ.
تركيب:
إذا هذا النص قد قدم فكر واضحة عن المدرسة الشعرية الحداثية بشكل عام وأهم المبادئ والمفاهيم التي ارتكزت عليها، مستعرضا خصائصها المتكلة والإيقاعية والتعبيرية، متبعا بذلك الأسلوب الاستنباطي (من العام الى الخاص)، ومستعينا بعدة وسائل حجاجية تفسيرية كالتعريف والمقارنة والاستشهاد.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا