المجزوءة الأولى: الوصف:
باب المدينة:
تقديم:
× الوصف: نمط من أنماط الحكي، الذي يصف لنا صورة العالم الخارجي والداخلي، وتَأثُّثُ بنية بأوصاف تسهم في بناء أحداث النص وتحكم نوعيته.
يتناول الوصف ملامح الشخوص والصور والأمكنة وغيرها... وللوصف وظائف متعددة:
- وظيفة تفسيرية: ومعناها كشف مظاهر الحياة الخارجية من مدن ومنازل وآتات وغيرها.
- وظيفة زخرفية: ويقصد بها الوظيفة التزيينية الجمالية التي تزخرف الموصوفات.
- وظيفة إلهاميه: والمراد بها وصف العالم الخارجي بأوصاف تخيلية.
ملاحظة النص:
تحديد عناصر الوصف:
- الموصوف: المرأة الفلاحة.
- الواصف: السارد.
- مناسبة الوصف: هجرة الفلاحة من قرية بعيدة الى المدينة مع طفلها.
تحديد العلاقة بين البداية ونهاية النص:
تجمع بين بداية النص ونهايته علاقة ترابط وانسجام لأن النص يعالج قضية اجتماعية إنسانية، تتمثل في وقوف المرأة الفلاحة ومعاناتها أثناء دخول باب المدينة.
فهم النص:
الإيضاح اللغوي:
- جبا خاناتهم: الموضع الذي يوضع فيه الذخيرة.
- الولس: الخدع والوهم.
- هفا: حنّ ،عطف.
تحديد أحداث النص:
× الحدث الأول: قدوم امرأة فلاحة من القرية الى المدينة لتتفاجأ بسورها العالي ووجود الحراس عند الباب.
× الحدث الثاني: ترك المرأة القرية بحثا عن لقمة العيش.
× الحدث الثالث: اشتراط الحارس على المرأة الانتظار حنى قدوم امرأة التفتيش والضابط المختص لذلك.
× الحدث الرابع: تعاطف الحارس مع المرأة القروية بشأن دخولها الى المدينة وتعاطف المرأة مع الزهرة التي أرجعتها الى ذكريات القرية.
× الحدث الخامس: رضوخ المرأة للتفتيش الذاتي من قبل العسكري.
× الحدث السادس: حزن المرأة بعد طول انتظار مع تعنت العسكري لولوج باب المدينة.
تحليل النص:
معجم النص:
- حقل المعاناة:
حزينة، فقيرة، أخذوه منها، فلاحة، قرية بعيدة، هجرة الجبال الهموم، بحثا عن لقمة العيش، التعب...
=> من خلال جردنا للحقل الدلالي أعلاه، نلاحظ أن السارد وظف حقل المعاناة، بغية مقاربة فضية اجتماعية تواجهها المرأة الفلاحة وابنها من خلال هجرتها من القرية الى المدينة بحثا عن لقمة العيش.
تحديد البنية الوصفية في النص:
× الواصف: السارد.
× الموصوف:
- الأم: حزينة، فلاحة، فقيرة، مهاجرة.
- الحارس: في يده سلاح، خائف، على رؤوسهم الخودات، في جبا خاناتهم الذخيرة...
- باب المدينة: السور له أبواب، ليس بابا من الخشب، يبدأ في الأرض وينتهي في السماء...
- القرية: تعانق السماء، بعيدة، مليئة بالأغصان اليابسة...
- الطفل: نائم، جائع، رضيع... .
=> من خلال ما سبق، يمكننا القول أن السارد استعان ببنية وصفية متماسكة ومتينة، إذ نجد الموصوف في النص متنوعا تارة مرتبط بالأشخاص، وتارة أخرى بالأماكن.
وظائف الوصف في النص:
- وظيفة جمالية: وصف جمال باب المدينة.
- وظيفة وهمية: قال لها عليك بالمدن فهي أماكن السعادة في هذا العالم.
تحديد لغة الوصف:
بعد تحليلنا للنص، نستشف ان السارد استوحى لغة الشعر في وصف الأماكن والأشخاص.
تركيب وتقويم:
النص الوصفي متعدد الأبعاد والوظائف الاجتماعية والفكرية والجمالية.
- اجتماعيا وفكريا يؤشر على نوع من الانتقال في العالم العربي بعد الفترة الكولونيا لية نحو تغيير الكثير من الأزمات والمآسي وخيبات الأمل التي قادت الى كثير من التفاوت الطبقي والحكم الاستبدادي ومصادرة الحريات والحقوق، فكثر الفقراء والمعتقلون والمنفيون والساخطون عن الأوضاع، وارتمت البلدان العربية في أحضان الاضراب الاقتصادي والفكري والاجتماعي سببه ضعف الموارد وتخلف البنيات وسيطرة الفساد وتحكم الوصاية الدولية.
- فنيا وجماليا يؤسس النص لخطاب سردي عربي ناضج على مستوى الشكل والمضمون تبدو فيه هذه القصة القصيرة عميقة الدلالة على الواقع بكل أبعاده الموصوفة والمسرودة بلغة هلامية صافية كثيفة المعنى، قابضة على اللحظة الموصوفة بشكل مقنع ومؤثر، مشعة بعوالم إشكالية يمتزج فيها الظاهر بالباطن، ويتسلل عبرها نوع من المعنى يصنع ماهية الأشياء التي تتكفل بتعرية الأزمة وفضح المأزق الحضاري للمجتمع والفكر العربيين.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا