مكون النصوص:
أنا الوامق المشغوف:
تقديم:
إن ما يميز العصر الأموي (41 هـ - 132 هـ ) وهو الحنين الى العصبية القبلية التي تم إذكاؤها في العصر الجاهلي بحكم النعرة القبلية والافتخار بأمجاد العرب وأنسابه وذكر الأيام وكل ما له علاقة بالبداوة العربية من حل وترحال. فرغم حداثة الدين الجديد مع بزوغ عصر الإسلام إلا أنه سرعان ما حن الانسان العربي في العصر الأموي الى تلك التقاليد والعادات الموروثة منذ العصر الجاهلي فظل الشاعر العربي يغرف لغته وأساليبه الشعرية من البيئة الجاهلية. بل أكثر من ذلك سيحيي الموضوعات السائدة في تلك المرحلة وأخص بالذكر شعر الغزل بكل ألوانه وأنواعه الإباحية الفاحشة والعفيفة العذرية.
التعريف بالشاعر:
قيس بن الملوح المشهور بمجنون ليلى. من مواليد 33 هـ / 90 هـ. عرف تجربة عاطفية بينه وبين ابنة عمه ليلى وانتهت بإصابته بالجنون.
طبيعة ونوعية القصيدة:
قصيدة شعرية عمودية غزلية لقيس بن ملوح مقتطفة من ديوانه دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة 1 - 1990 صفحة 73 بتصرف.
ملاحظة النص:
عنوان وفرضية النص:
جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر ومن خلال قراءة بداية القصيدة ونهايتها يتضح أن الشاعر ربما سيتحدث عن شدة حبه للمحبوبة ومعاناته.
الوحدات الفكرية:
(1 - 3): اعتراف الشاعر وبوحه بمشاعره القبلية اتجاه المحبوبة ليلى.
(4 - 9): عتاب الشاعر لمحبوبته وإبراز قوة حبه التي فاقت كل العشاق.
(10 - 15): مظاهر معاناة الشاعر وتشوقه لرؤية المحبوبة.
الفكرة المحورية:
تغزل الشاعر بالأحبة وحجم المعاناة الناجمة عنه.
المرحلة التحليلية:
الحقول الدلالية:
القصيدة تتوزع بين حقلين معجميين دلاليين:
- حقل الغزل: الوامق، المشغوف، فؤادي، الهوى، صبا، الحب، ليلى... .
- حقل المعاناة: الناحل، النوى، المهموم، الوجد، البلاء، دمعي، أشرب كأس فيه السم والعلقم، أبكي، أراعي النجوم، معذب، يفيض... .
ألاحظ من خلال الحقلين هيمنة حقل المعاناة وذلك لإبراز المدى كثرة ما لقاه الشاعر من ويلات وأصناف العذاب جراء حبه لليلى، فالعلاقة إذن علاقة سببية.
البنية الإيقاعية:
أ. الإيقاع الخارجي:
أنا الوامق المشغوف والله ناصري ××× ومنتقمي ممن يجور ويظلم
//0/0//0/0/0//0/0//0//0 ××× //0///0/0/0//0///0//0
فعولن/مفاعيلن/فعولن/مفاعلن ××× فعول/مفاعيلن/ففعول/مفاعلن
- الوزن: من وزن البحر الطويل. وهو إيقاع طويل يتسع لكثرة المعاناة التي كابدها الشاعر من خلال تغزله بليلى.
- الروي: الميم.
- القافية: مظلم، مطلقة لأن حركة الروي متحركة.
ب. الإيقاع الداخلي:
- التكرار:
- الحروف: الميم، العين، الياء، الواو، اللام، الباء... .
- الكلمات: الهوى، الحب، ليلى، دمع، الظلم... .
- الصيغ المعجمية: اسم فاعل (وامق، ناحل، ناطق، قائم)، اسم مفعول (مشغوف، مهموم).
- الجناس: سمعي، أسمع / الهوى، النوا... .
- الطباق: أعجم # ناطق، عيني # ناطق... .
المستوى البلاغي:
- التشبيه:
تشبيه معاناة الشاعر بما لقاه أصناف العشاق عبر التاريخ رغم أن الشاعر يفوقهم تجربة ومرارة الغزل والعشق.
- الاستعارة:
أعارته أنفاس الصبا بصبوة.
- المستعار له: رياح الصبا في هيجانها.
- المستعار منه: أنفاس الانسان (محذوف).
- القرينة: لفظية (أنفاس).
- النوع: مكنية.
بنية الضمير (وضعية التلفظ):
- ضمير المتكلم: أراعي، أنا، أبكي، لساني، أبيت، دمعي، قلبي، أشرب، روحي => دلالة على الذات الشاعرة.
- ضمير الغائبة: هي زادت، ليلى، ولا هي ترحم، وهو => دلالة على المتغزل بها.
فالعلاقة بين الضمائر علاقة تأثر ناتجة عن تجربة عاطفية رومانسية كلما ابتعد الشاعر عن الأحبة أذاقه ألوان العذاب والمعاناة النفسية.
نل
ردحذف