تحليل النصوص:
مساميح بالمعروف:
تأطير النص:
تعريف النص:
هو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، شاعر مخضرم ومعمر، عاش نصف عمره في الجاهلية والنصف الآخر في الإسلام، أسلم وحسن إسلامه، قبيلة الخزرج منهم أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم بنو النجار الذين سكنوا المدينة ونصروا دعوة الإسلام حينما هاجر إليها المسلمون هربا بدينهم فسموا بالأنصار. كان حسان شاعرا مجيدا ومكثرا، حتى ان ابن سلام الجمحي صنفه ضمن أجود شعراء القرى.
لما دخل الإسلام كان قد أشرف على 60 من عمره ولم يكن قادرا على الجهاد بالسيف لكنه أوتي مقدرة على الجهاد باللسان شعرا، فأوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يدافع عن الدين الإسلامي ويهجو مشركي قريش مستعينا بأبي بكر العريفي بأنسابهم.
اكثر حسان بن ثابت من نظم الشعر سواء في جاهليته أو بعد إسلامه، فيخلف ديوانا شعريا ضخما في أغراض المديح والهجاء والفخر والغزل.
توثيق النص:
هذه القصيدة ضمن غرض الافتخار وهي مأخوذة من شرح ديوان حسان بن ثابت الذي وضعه وصححه الأستاذ عبد الرحمان البرقوقي وطبع بدار الكتاب العربي في بيروت 1981، ما بين صفحتين 88ـ89 بتصرف.
ظرفية النص:
أنشد الشاعر هذه القصيدة في إطار دفاعه عن المسلمين ضد أعدائهم من قريش داعيا الى التسامح والتعاون مع المهاجرين إليهم من مكة الى المدينة، فالقصيدة تفتخر بالذات الجماعية على غرار قصيدة "ورثنا المجد" لعمرو ب كلثوم.
عنوان النص:
يتركب من جملة اسمية تضم مبتدأ محذوفا تقديره نحن، وخبرا مكونا من اسم مرفوع مع شبه جملة من جار ومجرور.
أما دلاليا فيشير الى افتخار الشاعر وتنويهه بقومه الذين اتصفوا بالتسامح والخلق الكريم في الإسلام.
أقسام النص ومضامينه:
- مقدمة طللية يذكر فيها الشاعر بقايا منازل الأحبة الذين تركوا المكان وصار خلاءً مندثرا بفعل الرياح الهوجاء.
- (من البيت 4 الى البيت 7): استبعاد الشاعر لا مكانية بلوغ مجد قبيلته مع تشبيه ذلك بصور تبين عدم إمكانية الوصول إليه.
- من البيت 8 الى البيت 16): يبرز الشاعر أهم تجليات مجد قبيلته سواء في موطنها قرب جبل أحد أو شهرتها بالكرم وشجاعة وقوة فرسانها الى جانب خصال العفة والبعد عم الفحش واحترام الجوار، ثم تَمَيُّزُهَا بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين حين مقدمتهم الى المدينة.
تحليل وتركيب:
يتميز الحقل المعجمي في القصيدة بغلبة ما هو دال على المجد من جهة وما يدل على خصال القوم من جهة ثانية:
أ. حقل المجد:
مجدنا، العلى، ماء أخضر زاخر، الذرى، سهيل في السماء، العوالي...
ب. خصال القوم ومميزاتهم:
حلالين أرض عدونا، سبقنا بالفعال، شباننا أبخل بالفحش، مساميح بالمعروف، خير معين على العفاف والحرية، حرمة الجوار، قوة البنيات الجسدية، نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
على مستوى البنية الفنية فإن الشاعر استهل قصيدته بأساليب خبرية في المقدمة الطللية ثم انتقل الى جمل إنشائية، فمن الاخبار قوله اثباتا (أهاجك، جرت عليها، عز علينا...) ونفيا قوله لم يبق منها ومن الإنشاء صيغة النداء (أيها الساعي) الاستفهام (هل يستوعي...)، والأمر (سل بنا، تناول...) ومن الانشاء غير الطلبي الدعاء (نأتك العلى)، (سبقنا بالفعال...).
ومن حيث الأساليب البلاغية فإن القصيدة تزخر بصور تشبيهية عديدة رغم أن التشبيه فيها غير صريح بل هو ضمني (هل يستوي ماءان...) الى جانب الاستعارة (جرت عليها الرامسات ديوانها)، حيث شبه الرياح بالمرأة التي تجرأ توباها على الأرض من خيلاء، لكنه ذكر الرياح وهي مشبه، وحذف المرأة (مشبه به)، مشيرا إليها بلفظ دال عليها (جرت).
ونجد نوعا من الكناية في قوله (فِتيان طِوال الحمائل)، في إشارة الى كونهم طوال القامات.
ومن الأساليب البديعية نجد الطباق (الحق/ الباطل، الذرى/ الأذناب، فتيان/ كهول، المعروف/ الفحش...) ومنها الاشتقاق في قوله (أبخل/ باخل، العلى/ العوالي، يحق/ حق) الى جانب التكرار (سبقنا/ سبقنا، أوائلنا/ أوائل...). وهناك نوع من التوازي بين مكونات البيتين 13 و 14 (ومن خير حي تعلمون).
أما البنية الإيقاعية للنص فتتمثل للنص فتتمثل في وزن من أشهر أوزان الشعر العربي وهو الطويل (فعولن مفاعيلن) مرتين في كل شطر جاء بعروضه المقبوضين (مفاعلن) وجاءت نوعية المتدارك ( /o//o )، بروي هو اللام المكسورة مع مجيء المطلع صرعا (المنازل/ هاطل).
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا