المؤلفات:
ظاهرة الشعر الحديث:
نوعية النص:
النقد: عملية وصفية تحليلية تنطلق مباشرة بعد الابداع وتكون غايتها قراءة الأثر الادبي ومقاربته بهدف استقصاء مواطن الجودة والضعف فيه، ويرتبط النقد في الغالب بالوصف والتفسير والتأويل والكشف والتحليل والتقويم.
× النقد في المغرب
لم يكن ممكنا قبل القرن العشرين الحديث عن مشهد نقدي في المغرب، وانما كانت هناك كتابات لبعض الادباء المغاربة هي عبارة عن ردود عفوية وملاحظات انطباعية تقديمية اكثر منها كتابات نقدية، ومن هؤلاء الادباء نذكر: عبد كنون، احمد زياد، عبد الرحمان الفاسي.
وقد كانت ستينات القرن العشرين نقطة انطلاق الوعي النقدي الحديث في المغرب ومن ابرز النقاد المغاربة : احمد المداوي صاحب هذا النص.
صاحب المؤلف:
احمد المعداوي واحمد المجاطي هما اسمان لشخص واحد ولكن الاسم الثاني اكثر شهرة، ولد سنة 1936، ويعتبر من ابرز الشعراء الذين ساهموا في تأسيس وتطوير القصيدة المغربية الحديثة، فهو بإضافة لكونه أستاذ باحث فهو شاعر حداثي ساهم بقسط وافر في تأصيل القصيدة الحداثية في ثقافتها المغربية تميزت محطته الفكرية والابداعية والمهنية بمحطات متميزة نذكر منها:
- حصوله على الاجازة في الحقوق من الكلية الآداب بدمشق.
- حصل على ديبلوم الدراسات العليا من جامعة محمد الخامس بالرباط سنة 1971.
- حصل على دكتوراه في الادب بالرباط.
- فاز بجائزة المغرب الكبرى سنة1987.
- له ديوان وكتابات : "ديوان الفروسية" وكتاب "ازمة الحداثة في الشعر العربي الحديث" ثم كتاب "ظاهرة الشعر الحديث".
قراءة في عنوان المؤلف:
جاء العنوان جملة اسمية مبتدأها محذوف تقديره هذه والخبر شبه جملة "ظاهرة الشعر" اما الحديث فنعت او صفة.
اما دلاليا فيتألف العنوان من ثلاث كلمات:
= ظاهرة: تحليل على معنى الظهور والوضوح والشيوع والانتشار، وتكون الظاهرة تلك القضية الجلية البارزة التي تعرف اهتماما.
= الشعر: فن من الفنون الأدبية.
=الحديث: الجديد المعاصر.
ويحيل هذا العنوان على حركة شعرية موسومة بالحداثة ، هي تلك التي ظهر بالتزامن مع نكبة فلسطين 1948 واحدث لها أسماء او منعوتا منها: الشعر الحر، الشعر التفعيلة، الشعر المنطلق.
غلاف المؤلف:
يتكون غلاف المؤلف من العنوان الذي كتب بلون احمر داكن وبخط كبير وأيضا اسم الكاتب تحت اللوحة، ونجد اللوحة الفنية تتوسط الغلاف فيها حروف الهجاء العربية بالوان مختلفة وبأحجام متنوعة وجزء من الشمس وذلك دلالة على ازدهار الشعر العربي في عصر الحداثة.
ثانيا: القراءة التحليلية:
1- تلخيص الفصول:
يشير الناقد في بداية المؤلف الى تطور الشعر العربي مرتبط بتوفر شطرين اساسين هما:
+ الانفتاح على الثقافات الأخرى.
+ توفر الشعراء على الحرية.
ونظرا لغياب شرط الحرية في الشعر العربي القديم بسبب النقد المحافظ لم يستطع هذا الأخير ان يتطور وباءت جل محاولات التجديد بالفشل.
وقد اعتبر المجاطي ان لا يمكننا الحديث عن تطور الشعر العربي الحديث الا بعد النكبة 48. وقد ميز بين حركتين تجديديتين:
+ أولا هما ظهرت قبله النكبة ومثلتها ثلاث جماعات:
جماعة الديوان وجماعة ابولو وجماعة الرابطة القلمية (حركة الرومانسية او الذاتية)، وقد عرفت تجديدا متدرجا.
+ ثانيهما ظهرت مع النكبة وقد واجهت الشعر القديم مواجهة عنيفة وقوية.
(احياء النموذج) التي انحصرت مهمتها في بعث الشعر وازالته ما علق به من رواسب الانحطاط حيث قلدوا القدامى وعارضوهم، فشعرهم يحمل سماة اسلافهم من الشعراء العباسيين والأندلسيين وقد تمسك هؤلاء الشعراء بلغة القدامى واساليبهم المبيانية واقتفوا اثارهم في المعاني والأفكار، دون ان يلتفوا الى واقعهم وذواتهم، وبهذا كان لزاما على الشعر العربي البحث عن نمط شعري جديد يعيد لذات مكانتها وهو ما سنجده عند التيار الذاتي.
2- التيار الذاتي:
+ جماعة الديوان: لقد بزغ نجم جماعة الديوان في سياق تاريخي بدا فيه المجتمع العربي يتبدل وكان ذلك قبيلة الحرب العالمية الأولى، اذ ظهرت الطبقة البورجوازية الصغيرة على المسرح الاحداث وثم التحام متين على مستوى الفكر بين الأجيال الصاعدة والحضارة الحديثة.
فبدأ شعراء هذه الجماعة وهم "عباس محمود العقاد"، و" عبد الرحمان شكري" و"عبد القادر المازيني" يبشرون بقيم جديدة تتناغم مع شعار (العودة الى الذات).
فالناقد في دراسة لهذه الجماعة على المستوى المضامين الشعرية وجد ان هؤلاء الشعراء الثلاث التقوا عند فكرة واحدة هي ان الشعر وجدان، ولكن الوجدان اختلف عند كل شاعر فهو عند عبد الرحمن شكري تأمل في أعماق الذات، وهو عند عباس محمود العقاد مزيج من الشعور والفكر، وعند عبد القادر المازيني وكل ما تفيض به النفس من شعور وعواطف، ولا بد لهذا الاختلاف ان ينعكس على شعر هؤلاء الشعراء فتباينت مواضيع قصائدهم بحسب مفهوم كل واحد منهم للوجدان.
+ الرابطة القلمية: توسع مفهوم الوجدان عند الرابطة القلمية ليشمل الحياة والكون في اطار وحدة الوجود الصوفية فاصبح الوجدان هو الذات والحياة والكون، الى ان شعر هذه الجماعة لم يمثل هذه الوحدة بل جسد حالة من الهروب من الناس والحضارة، فهرب جبران خليل جبران الى الطبيعة ليناجيها ويشكو اليها.
وهرب مخائيل نعيمة الى ذاته يتأملها بينما اعتصم إليا أبو ماضي بالخيال.
ويرى الناقد احمد المجاطي ان ما في شعره هذه الجماعة من هيام بالطبيعة وحنين الى السباق ليس الا لونا من لونا الوان الهروب وشكلا من الاستسلام، لذا فهو يأخذ عليها توقعها حول معاني اليأس والتردد والقناعة والاستسلام.
+ جماعة ابولو: أسست هذه الجماعة سنة 1932 على يد احمد زكي أبو شادي وانضم اليها كل من إبراهيم الناجي وأبو القاسم الشابي وعلي محمود طه...
وقد اتفق شعراء هذه الجماعة على ان الذات مصدر ما يبدعه الشاعر. الا ان شعرهم لم يخلو من بعض المواضيع الاجتماعية والقومية التي اتسمت بالضعف والسطحية كما يعتد بشعرهم هو الشعر الذاتي خاصة ان يعبر عن المرأة.
وقد هرب شعراء هذه المدرسة الى الطبيعة لكن هذا الهروب كان بدون جدوى فقد زاد احساسهم بالحرمان قوة واكد في نفوسهم معنى اليأس حتى تعجل بعضهم الموت وهم شباب مثال: أبو القاسم الشابي والشرنوبي والهمشري.
ان التجربة الشعرية عند هؤلاء انحصرت في دائرة التجربة الذاتية الضيقة وغابت عنها الجدة مما استدعى ظهور تيار شعري اخر بجمع بين التعبير عن الذات وتعبير عن الجماعة.
القسم الثاني: نحو شكل جديد
ابرز الناقد احمد المجاطي في هذا القسم الخصوصيات الفنية لشعر الوجداني ، فمن حيث:
+ اللغة: وظف شعراء هذا التيار لغة سهلة اقل صلابة من لغة القصيدة التقليدية، لغة تتجه نحو لغة الحديث اليومي المألوف.
+ الصور الشعرية: وظف الشاعر الوجداني الصور البيانية لغاية تخص تجربته الذاتية، فهي وسيلة لتعبير عن احاسيسه وانفعالاته وليست زخارف وزينة وتراد لذاتها على نحو الشعراء للإحيائيين.
إذا فالشاعر الرومانسي تجاوز الوظيفة الجمالية لصور الشعرية المفرغة من المعنى، فوظيفة الصورة لها علاقة مع نسيج اخر متكامل من أفكار وعواطف واحاسيس في اطار ما يسمى بخاصية "الوحدة العضوية" فالقصيدة الوجدانية تشبه الكائن الحي لكل عضو من أعضاء جسده دور هام ومتميز.
+ البنية الايقاعية: اهتم الشاعر الوجداني بربط القافية والاوزان بالأفكار والعواطف الجزئية لا بموضوع القصيدة بوصفها كلا موحدا لذلك جاءت قوافيهم واوزانهم متنوعة.
الا ان هذه التغيرات لم تكن حاضرة لدى جميع شعراء هذا التيار، بل نجد معظمهم بقي محافظا على النمط العروض القديم وذلك بسبب الجملة التي شنها النقد المحافظ على الحركة التجديدية "طه حسين واحمد شوقي".
وفي اخر القسم الثاني يختم الناقد بحكم مفاده ان الشعر العربي انتهى نهاية محزنة على صعيدي الشكل والمضمون . اما المضمون فانحدر الى مستوى البكاء والشكوى اما على مستوى الشكل فالشعراء الذاتيون عجزوا الى الوصول الى شكل شعري جديد بمقومات خاصة ومميزات مكتملة وناضجة.
=> الفصل الثاني:
يستهل الناقد هذا الفصل بتحديد الاطار التاريخي لظهور الشعر الحديث(تيار تكسير البنية)، اذا انبثق هذا التيار بعد نكبة 48 بفعل تأثر الشاعر العربي بالمد القومي ، وانهيار الواقع العربي مما زرع الشك في النفوس المثقفين والمبدعين واسقط كل الموثوقات العربية والثوابت المقدسة.
لينتقل بعد ذلك الناقد الى اعتداد المصادر المعرفية التي نهل منها الشعراء الحداثيون والمتمثلة في اشعار وقصائد غربية تعبر عن الضياع والغربة والثقافة الشعبية العربية كسيرة عنترة بن شداد والمذاهب الصوفية والديانات الهندية والفارسية دون ان ننسى الموروث الشعري العربي لقديم.
تجربة الضياع والغربة:
ارجع الناقد أسباب تطرف الشعراء الحداثيين لهذه التجربة الى عوامل خارجية( التأثر بالشعراء الغربيين والمفكرين الوجوديين) وأخرى داخلية تجد جدورها في تربة الواقع العربي المتأزم بعد نكبة 48.
ويقسم الناقد الغربة الى أربعة اقسام:
+ الغربة في الكون: ان إحساس الشاعر الحداثي بالوحدة والتفرد جعلته يرسم للكون صورة مثقلة لظلمة والمرارة والاحساس بالعبث وقد تولدت هذه الغربة من حقيقة الشك التي استقرت في ذهنه وهو العربي الذي ترد من ارضه ونفي من امجاده وحوصر بالمهانة والذل.
+ الغربة في المدينة: لقد حضي شعر المدينة باهتمام الكثير من الشعراء ويعود ذلك الى ان الشاعر الحداثي قد وجد في المدينة فضاءا خصبا عبر فيه وعبر عن وحدته وغربته ومحاولته لتفسير واقع مجتمعه ورغبته في تغييره، وخصوصا بعدما فقدت المدينة العربية كثيرا من مظاهر اصالها.
فالشاعر الحداثي صور المدينة في ثوبها المادي وحقيقتها المفرغة من كل محتوى انساني، حيث شيء الانسان واصبح ينظر اليه كسلعة لا قيمة لوجوده ميال للانعزال والانانية.
+ الغربة في الحب: إن ما يميز حالة الشاعر الحداثي العاطفية هو فشلها ، فلم يفلح هذا الأخير في خلق حالة استقرار وجداني وعاطفي عن طريق علاقة الحب، فلم يعد الحب يعني له شيئا لان الأيام حولت الواقع العربي الى خراب، وزادت الشاعر هموما فلم يعد يعتبر الحب شفاءً بقدر ما هو جرعة مؤقتة.
+ الغربة في الكلمة: لقد اتخذت غربة الشاعر في الكلمة ابعادا مختلفة فهو مغرب حيث يمتلك التعبير الا انه يصطدم بمرارة الواقع، ومغترب أيضا حين يفقد حرية التعبير، ومغترب حين تخونه العبارات او تنفر منه ويضيف والغربة في العجز والغربة في الموت والغربة في الصمت.
وقد لجأ الشاعر الحداثي في تعبيره في تجربة والضياع الى الرمز والاسطورة والانزياح.
=> الفصل الثالث: تجربة الحياة والموت
لم تكن السنوات التي تلت نكبة فلسطين تحمل دائما معاني الحزن والضياع والقلق واليأس التي عبر عنها الشعراء في تجربة الغربة والضياع. فبعض المنجزات المضيئة كثورة مصر واستقلال البلدان العربية ووحدة مصر وسوريا، كذلك أدى الى تغني الشعراء الحداثيين بالحياة والامل والانبعاث والتجدد.
وانطلاقا من التجارب الشعرية لهؤلاء الشعراء فإن الإحساس بالموت لم يكن يعني لديهم نهاية الذات ونهاية الحضارة العربية بقدر ما جسد ايمانا قويا بفكرة ان الانتقال الحضاري وتجدد الواقع لا يمكن ان يتم الا من خلال الموت، فالموت هو معبر لحياة جديدة ووسيلة لتخلص من مختلفات الماضي.
ومن أجل اقناع القارء بهذا المفهوم الجديد للموت لجأ الشعراء الحداثيون الى توظيف الرموز والاساطير. ويرى الناقد ان تجربة الحياة والموت هذه تمظهرت عند مجموعة من الشعراء خص بالذكر أربعة منهم: ادونيس وخليل حاوي وبدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي.
& ادونيس (علي احمد سعيد): التحول عبر الحياة والموت:
ركز الناقد في دراسته لشاعر ادونيس على ديوانين "المسرح والمزايا" و"كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل"، فلاحظ أن ما يميز تجربة الحياة والموت عند ادونيس هو صدورها عن ذات محتقنة بفحولة التاريخ العربي في واقع يفتقر الى الفحولة والخصب. وقد كان موقف ادونيس من هذا الواقع المنهار موقف الرافض للموت، لذلك يميز في شعره بين اتجاهين متكاملين.
+ اتجاه ينطلق من الحيرة والتساؤل والبحث عن وسيلة للعبث الجديد.
+ اتجاه ينطلق من اكتشاف مفهوم التحول بصفته وسيلة لدفع الواقع العربي نحو البعث والتجدد.
وقد اعتمد شعر ادونيس على مجموعة من الاساطير والرموز لتعبير عن دلالة الشعرية التي تفيد الحياة والموت.
& خليل الحاوي: معاناة الحياة والموت
فقد عبر الشاعر في دواوينه الثلاث "نهر الرماد" و"الناي والريح" و "بيادر الجوع" عن مبدأ المعاناة الحاضرة في مقدمات قصائده، معاناة الموت ومعاناة البعث، وهو يصور الخراب والضمار والجفاف والعقم كمظاهر لهذه المعاناة. وقد وظف في شعره اساطير ترمز للبعث والتجدد.
& بدر شاكر السياب: طبيعة الفداء في الموت
لقد تناول السياب في الكثير من قصائده معاني الموت والبعث فعبر عن طبيعة الفداء في الموت معتقدا ان الخلاص لا يكون إلا بها كما في القصيدة "النهر والموت". لقد عمل السياب على استثمار الاطار الأسطوري ليحول الموت الى فداء وليجعل الفداء ثمن للموت كما في قصيدة "مسيح بعد الصلب" حيث استخدم رمز المسيح عليه السلام لتعبير عن فكرة الفداء.
ويرى الناقد ان ادراك السياب لجدلية الحياة والموت وتحويل الموت الى فداء قد يكون له علاقة بمزاجه أو التركيب الغريب لعقله الباطن.
& عبد الوهاب البياتي: جدلية الحياة والموت
تحمل أشعار عبد الوهاب البياتي قضية الصراع بين الذات وموت الحضارة وبعتها من خلال جدلية الأمل واليأس. وقد نمت صياغة هذه القضية في أشعار البياتي من خلال ثلاثة منحنيات:
× منحنى الأمل: وفيه انتصار ساحق للحياة على الموت.
× منحنى الانتظار: وفيه تتكافئ فيه الحياة مع الموت.
ونميز في هذا المنحنى بين أربعة خطوط:
أ. خط الحياة.
ب. خط الموت.
ج. خط الاستفهام.
د. خط الرجاء والتمني.
× منحنى الشك: وفيه انتصار الموت على الحياة وهذا يكشف زيف النضال العربي لأنه لا موت بدون نضال لأنه لا بعث بدون موت.
إن قدرة البياتي على كشف الواقع هي سبب اهتمامه بالموت واستئثار نغمة اليأس على شعره، وأن اهتمامه بالحياة مصدره إيمانه بالثورة، ومن كل هذا انفجرت صور الأمل واليأس وصور القلق والانتظار.
خاتمة:
يخلص الناقد في آخر هذا الفصل إلى أن اهتمام معظم الشعراء الحداثيين بتجربة الحياة والموت مرتبط أشد الارتباط بإحساسهم بواقع ما بعد النكبة وما قبلها. وتصورهم للإبداع الشعري على أنه مفهوم شمولي تلتقي فيه هموم الذات بهموم الجماعة، ويتداخل فيه موقف الشاعر من الماضي بموقف من المستقبل. ولا يختم المجاطي هذا الفصل دون أن يشير إلى تلك القيمة الإضافية لهذه التجربة وكيف أنها أغنت التراث الشعري العربي بشكل عام، إلا أن هناك مجموعة من العوامل حالت دون وصول هذا الشعر الى الجماهير العربية أهمها:
& العامل الديني القومي: ويتجلى في اعتبار أن وراء هذا التيار الشعري محاولة لتطاول على التراث والمس بالدين.
& العامل الثقافي: ويرجع الى اقتناع بعض الشعراء والنقاد بجماليات الشعر القديم ورفضهم لمحاولات التجديد.
& العامل السياسي: ويرجع الى خوف الحكام والأنظمة من المضامين الثورية لهذا الشعر وقد دفعهم ذلك الى مصادرة بعض الدواوين وسجن الشعراء ونفيهم أو جرمانهم من جنسياتهم.
& العامل الفني: وهو أهم العوامل في نظر الناقد، ويتعلق بالوسائل الفنية المستحدثة التي وظفها الشعراء الحداثيون.
الفصل الرابع: الشكل الجديد:
× لغة الشعر الحديث لها عدة خصائص:
- حضور النفس التقليدي (عند السياب مثلا).
- البعد عن لغة الحديث اليومية عند:
- أدونيس.
- البياتي.
- محمد عفيفي مطر.
- صلاح عبد الصبور.
- السياق اللغوي للشعر الحديث:
- يتميز بالإيحاء والإيماء والهمس.
- لأنه يصدر من ذات الشاعر ويتجه إليها.
× الصور الشعرية في الشعر الحديث:
تتسم الصور الشعرية في الشعر الحديث بعدة خصائص:
- توسيع مدلول الصورة الشعرية لتشمل تجربة الشاعر.
- ربط مدلول الصورة الشعرية بسائر صور القصيدة.
- تأثر الصورة الشعرية بثقافة الشاعر الموسوعية (الأسطورة، الرموز).
=> وترتب عن هذه الخصائص اختلاف الصور الشعرية الحديثة عن الأساليب البلاغية والبيانية القديمة ومن ثم الابتعاد عن ذوق عامة القراء الذين وصفوا هذا الشعر بالغموض.
× الموسيقى في الشعر الحديث تتسم به:
- تفتيت الوحدة الموسيقية القديمة (البيت الشعري) وتعويضه بوحدة موسيقية جديدة تختلف من حيث الطول والقصر حسب الدفقة الشعورية (السطر الشعري - الشطر - البيت).
- توظيف البحور الصافية فقط إلا أنهم استخلصوا منها أبنية إيقاعية متنوعة بفضل:
- اللجوء الى الزحاف.
- التنويع في الأضرب.
- استعمال فاعل في الخبب.
- اللجوء الى التدويم.
القافية:
إن التغيير التي عرفته موسيقى القافية الحديثة بتفتيتها بالوحدة القديمة وتعويضها بنظام الأسطر التي تختلف طولا وقصرا جعل الشاعر الحديث يميل الى التعامل مع القافية بشكل مرن إذ لم تعد علامة وقوف ضرورية بل أصبحت محطة وقوف اختيارية تستدعيها حركة المشاعر والأفكار.
خاتمة:
ان غموض الشعر الشعر العربي الحديث مرتبط أساسا بتعامل "الحداثة" كالوسائل التعبيرية المستحدثة والإيقاع الجديد هو ما دفع القراء الى الابتعاد عن هذا الشعر ووصفه بالغموض إلا أن الناقد يؤكد في آخر المؤَلف على أن صفة الغموض أمر مستحب في الشعر فيها يميز الشعر الجيد عن غيره وهو ما يدفع القارئ الى الاجتهاد وبدل الجهد من أجل الوصول الى المعنى.
بنية المؤلف:
× ظاهرة الشعر الحديث:
+ الفصل الأول:
التطور التدريجي في الشعر الحديث:
- الفصل 1: نحو مضمون ذاتي
- الديوان.
- الرابطة القلمية.
- أبولو.
- الفصل 2: نحو شكل جديد (الوسائل التعبيرية في الشعر الرومانسي)
- اللغة.
- الصور الشعرية.
- الإيقاع.
+ الفصل الثاني:
تجربة الغربة والضياع:
- الكون.
- المدينة.
- الحب.
- الكلمة.
+ الفصل الثالث:
تجربة الحياة والموت:
- أدونيس.
- خليل الحاوي.
- شاكر السياب.
- عبد الوهاب البياتي.
+ الفصل الرابع:
الشكل الجديد (الوسائل التعبيرية في الشعر الحديث):
- اللغة.
- الصور.
- الإيقاع.
أسلوب المؤلَف:
يطغى على لغة المؤَلَف الطابع التقريري بما أنه يعتمد على معطيات تاريخية وسياسية وفكرية وفنية. كما يتميز المؤلَف بالدقة في الصياغة والناقد يختار مفاهيمه ومصطلحاته بعد أن يعرفها ويحدد دلالتها بدقة.
كما استعان بمجموعة من الأساليب الحجاجية كالاستشهاد والمقارنة والمثال معتمدا في بناء الفصول على الطريقة الاستنباطية فهو ينتقل من العام متدرجا نحو الخاص.
وظف الناقد منهجا تكامليا باعتماده مجموعة من المقاربات النقدية في دراسته لشعر العربي الحديث، حيث ربط تطور هذا الشعر بالظروف التاريخية والاجتماعية والعوامل النفسية، هذا بالإضافة مقاربته لشعر العربي الحديث من الناحية الموضوعية والبنيوية:
ويتجلى المنهج التاريخي في المؤلف من خلال رصد مجموعة من الظروف التاريخية التي ساهمت في تطور الشعر العربي الحديث (النهضة، النكبة 48، النكسة 67) كما أن المجاطي اعتمد على التدرج عبر التيارات الأدبية بدءً من الاحيائيين ثم الذاتيين ثم الحداثيين.
ويتجلى المنهج الاجتماعي من خلال ربط الشعر العربي الحديث بالظروف الاجتماعية التي تعرفها الأمة الأعرابية.
ويتجلى المنهج النفسي من خلال ربط تجربة الشعراء الذاتيين بالوحدات والحالة النفسية أو الهموم والأحزان الذاتية.
كما استشهد الناقد المنهج الموضوعي إذ اهتم بدراسة موضوعات الشعر العربي الحديث (تجربة الغربة والضياع مثلا) وفي الأخير نجد الناقد أنه وظف المنهج البنيوي من خلال دراسة شكل القصيدة الرومانسية والحداثية مركزا على لغتها وصورها الشعرية وإيقاعها.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا