تحليل النصوص:
وتجلدي للشامتين:
تأطير النصوص:
تعريف الشاعر:
أبو ذؤيب الهذلي: هو الشاعر الجاهلي أبو ذؤيب الهذلي، واسمه خويلد بن محرث يعود نسبه الى نزار وهو من أشعر الشعراء الهذليين أدك الإسلام، لكنه لم يلق الرسول الكريم، بل شهد ذفنه، ثم عاصر خلفاء الدولة الإسلامية حتى عهد عثمان فمات سنة 26هجرية، وقد شارك أبناؤه الأربعة في الفتوحات الإسلامية الى مصر وافريقية لكنه أصيبوا هناك بالطاعون ماتوا أتباعا نظم في اهم أغراض الشعر كالغزل والمديح والرثاء والهجاء.
توثيق النص:
هذه القصيدة لشاعر الجاهلي أبي ذؤيب الهذلي، أخذت من كتاب اختيارات المفضل بن محمد ضبي واسمة "المفضليات"، وقد حققه العلامتان هو عبد السلام هارون وصدر ببيروت في طبعته السادسة دون تاريخ والقصيدة ما بين 421 - 422.
عنوان النص:
يتركب عنوان النص من جملة اسمية أولها حرف ابتداء، ثم اسم مرفوع بكسرة نائبة عن ضمة تعدرا لاتصاله بياء المتكلم التي أضيف اليها، وهو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أما الخبر فهو عبارة عن شبه جملة من جار ومجرور.
ويفيد دلاليا موقف الشاعر من خصومه الذين أرادوا أن يتشفوا فيه بعد مقتل أبنائه في الطاعون الشهير بمصر، فأبدى صبرا قويا اتجاه معاناته ومحنته.
ظرفية النص:
اسند أبو ذؤيب هذه القصيدة تعبيرا منه عن مدى المعاناة التي تعرض لها عقب وفاة أبنائه الأربعة في الوباء المشهور بمصر، فكان رد فعله قوة وتماسكا حتى لا يظهر الضعف والعجز امام الشامتين فيه.
أفكار النص واقسامه:
مضامين النص:
- (من البيت 1الى البيت 4): مقمة شبه غزلية يذكر فيها الشاعر مصابه الجلل بسبب فقدان أبنائه وتأثير ذلك في نفسيته وجسده.
- (من البيت 5 الى البيت 12): يقف الشاعر بتفصيل عند أسباب معاناته بسبب أبنائه الذين رزئ بفقدهم جميعا ويصف تأثير ذلك في نفسيته وجسده.
- (البيت 13): ينهي الشاعر هذه الابيات بحكمة يدعو فيها الى ترويض النفس بتعويدها على القليل وعدم ترك العنان لها بالطمع.
تحليل وتركيب:
على مستوى البناء المعجمي في القصيدة فإن غرض الرثاء يظهر جليا من خلال الحقل الدلالي لأغلب مفردته الدالة على المعاناة (المنون، تتوجع، يجزع، شاحبا، ابتذلت، الغصة، مصرع ، ناصب، تخرموا، تدمع...).
يستمر النص في مجال التعبير عن الذات من خلال توظيف الشاعر أفعال بضمائر تحيل على ذاته الفردية (كأني، أجبت، تجلدي، حرصت، أريهم، لا أتضعضع، أدافع...). وحينما يستعمل الشاعر ضمائر أخرى فهي للإحالة على الزمن الذي سلب منه أبنائه ( الدهر ليس معتبا، ريبها، عيش، ناصب)، ويستعمل ضمير الجمع ليشير الى أبنائه الصرعى ( أعقبوني، ودعوا، سبقوا، أعنقوا، تحرموا...).
أما من حيث الأساليب الفنية فإن الشاعر اعتمد على أساليب التشبيه أحيانا (كأني للحوادث مروة / كأن حداقها سملت)، وأسلوب الاستعارة في قوله (وإذا المنية أنشبت أظافرها). إضافة الى الكناية في قوله (جنبك لا يلائم مضجعا). أما على مستوى البديع فنجد التكرار (المضجع - المنية)، والاشتقاق (أدافع / تدفع، راعبة / رغبتها)، والجناس الغير التام (تنفع / تقنع، أعقبوا / أعنقوا، هوي / أعنقوا، تخرموا / مصرع).
وعلى مستوى البناء الايقاعي، فإن القصيدة جاءت على وزن الكامل التام في صورته الأولى بالعروض الصحيحة والضرب الصحيح مع جواز الاضمار فيهما: (متفاعلن / متفاعلن)، أما القافية فهي من النوع المتدارك، وجاء رويها عينا مضمومة مشبعة أحيانا كثيرة، لكنها بالمد الأصلي حينا، أما المطلع فهو مصرع في هذا النص (تتوجع / يجزع) وهذا الروي جاء مناسبا لمضمون القصيدة الذال على المعاناة والألم (تتوجع، ودعوا، مصرع، تدمع...).
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا