مجزوءة الانسان:
تقديم المجزوءة:
يعد سؤال ما الإنسان؟ عصبة الحياة بالنسبة لكل فكر تأملي أو على حد تعبير إيمانويل كانط إنه السؤال الجوهري الذي تدور حوله كل الفلسفة وذلك منذ اللحظة التي رفع في سقراط شعار: "أيها الأنسان اعرف نفسك بنفسك" محدثا بذلك نقلة نوعية على مستوى المضمون الفلسفي الذي هيمن عليه التصور الطبيعي للكون، غير أن هذا الانتقال من التأمل في الطبيعة الى التأمل في قضايا الوجود الإنساني قد أفضى الى العديد من المقاربات الفلسفية التي لم تستطع رغم عمقها تحديد مفهوم الانسان تحديدا نهائيا لأن السؤال عنه سؤال متجدد باستمرار، إذ لا نكاد نقدم له جوابا معينا حتى يتبين إغفالنا لجوانب أخرى، فها هو أفلاطون يحصر حقيقة الانسان في النفس العاقلة الخالدة وأرسطو في العقل وديكارت في الجوهر المفكر والممتد وكسيرير في قدرته على الترميز، فيما حدد الآخرون هذه الخصوصيات الإنسانية من خلال معطيات الرغبة والإرادة واللاشعور (نيتشه، شوبنهاور، فرويد) وعلى الأساس ينبغي الاعتراف بأن الانسان غير قادر للتعديل لأنه لاوجود لماهية إنسانية محددة سلفا، وبهذا المعنى نستنتج أن سؤال ما الانسان؟ سؤال إشكالي معقد ينطلق من ضرورة التفكير فيه من حيث هو ذات منقسمة داخل وحدة لا مثيل لها بين الرغبة والإرادة والوعي واللاوعي والحرية والضرورة.
تعليقات
إرسال تعليق
اذا كان لديك أي سؤال او استفسار، اكتب تعليقك هنا